الموضوع: حمل مريم بنت عمران

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12
  1. افتراضي حمل مريم بنت عمران


    اقتباس المشاركة 5821 من موضوع فتوى الإمام المهديّ عن حمل الصِّدّيقة مريم عليها السلام..

    - 6 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    23 - ربيع الثاني - 1429 هـ
    29 - 04 - 2008 مـ
    07:49 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــ



    إمامي الحبيب، ما هي قصة حمل مريم بنبيّ الله عيسى ابن مريم ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطّيّبين الطاهرين وعلى التابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    ويا أيتها السائِلة (فِردوس) المُكَرّمة، عليك أن تعلمي بأنّ نظام حمل الصديقة مريم بابنها رسول الله المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام لم يجعله الله في تسعة أشهرٍ كمثل نساء العالمين؛ بل كان بكلمة من الله كُن فيكون بعد أن أخبرها روح القدس جبريل عليه الصلاة والسلام ومن معه من الملائكة وبشّروها بكلمة من الله كن فيكون المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا وفي الآخرة ومن المقرّبين ويكلم الناس في المهد ومن الصالحين وبعد أن بشّرها الملائكة بلسان جبريل. وقال الله تعالى:
    {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسمه الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(47)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكنّ مريم لم تشاهد غير ملَكٍ واحد وهو الذي تمثّل لها بشراً سوياً، ولم ترَ الملائكة الذين كانوا معه؛ بل رأت جبريل فقط أمام عينيها، وحين بشّرها الملائكة بلسان جبريل كانت مريم على مقربةٍ من أهلها، وإنّما اتخذت من دونهم حجاباً ومن بعد البشرى قالت مريم عليها السلام:
    {قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:47].

    ومن ثم نظرت إلى بطنها فإذا هي حاملٌ وقد انتفخ بطنها بكلمة من الله كن فيكون، فعلمت أنّها سوف تضعه في نفس اليوم فانتبذت من المكان الشرقي القريب من أهلها إلى مكان قصيٍّ، وهو كذلك شرقي أهلها ولكنّه مكانٌ أبعد مسافةً من المكان الأول والذي جعلت فيه من دونهم حجاباً.

    فبعد الحمل انتبذت به مكاناً قصيّاً حتى إذا وصلت إلى جذع النخلة جاءها المخاض وهي الولادة فولدت المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّة الصلاة والسلام، فسمعته يبكي فعلمت بأنّها وضعت مولوداً، وأول ما جال بخاطرها ماذا تقول لقومها فسوف يتّهمونها بالزور والبُهتان والافتراء ولن يصدِّقوها بأنّها حملت بكلمة من الله كن فيكون، لذلك قالت يا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسياً منسيّاً، ومن ثم ناداها ابنها (من تحتها) المسيح عيسى ابن مريم وقال لها: لا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً، فنظرت إلى بين رجليها فإذا بطفلها هو من يكلمها ويطمئنها ويقول لها أن تهزّ إليها بجذع النخلة تُساقط عليها رطباً جنياً، وكلي واشربي وقَرّي عينا، وكذلك قال لها: بأنّه من سوف يكلم الناس وعليها أن لا تكلمهم فهم لن يصدقوها؛ بل هو من سوف يكلمهم بالحقّ.

    حتى إذا أتت قومها تحمله قالوا يا مريم قد جئتِ شيئاً فريّاً! فاتّهموها بالزنى ومن ثم وضعته بين أيديهم بالمهد فلم تكلمهم كما أوصاها ابنها بأنّه هو من سوف يكلمهم ولذلك أشارت إليه! قالوا: كيف نُكلم من كان في المهد صبيّاً؟ ومن ثم تكلم عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
    {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً (31)} [مريم]

    قال الله تعالى:
    {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴿١٦﴾فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿١٧﴾ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ﴿١٨﴾قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴿١٩﴾ قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴿٢٠﴾ قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ﴿٢١﴾فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ﴿٢٢﴾فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ﴿٢٣﴾ فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴿٢٤﴾ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿٢٥﴾فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ﴿٢٦﴾ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿٣٣﴾ ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٣٤﴾ مَا كَانَ لِلَّـهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٣٥﴾ وَإِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴿٣٦﴾ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    إذاً قد تبيّن لكم إذا تدبرتم كتاب الله القرآن العظيم بأنّ مريم عليها الصلاة والسلام كان حملها بكن فيكون، ولم يكن نطفةً ثم أمشاجاً ثم مضغةً ثم عظاماً ثم كسونا العظام لحماً، فذلك لو كانت متزوجة، ولكن لم يمسَسْها بشر ولم تَكُ بغياً؛ بل قال الله كن فكان المسيح عيسى ابن مريم وانتفخ بطنها ولذلك انتبذت به من المكان الشرقي من أهلها إلى مكانٍ أبعد وأقصى من المكان الأول ومن ثم جاءها المخاض إلى جذع النخلة فولدت في نفس اليوم، ولذلك يا أيّتها السائلة فردوس؛ لم يرَ أهلُها حملَها وهو في بطنها وذلك لأنّها حملت ووضعت في نفس اليوم، وأهلها كانوا بالإمكان أن يصدقوها ولو لم يتكلم المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وذلك لأنّ أهلها يعلمون بأنّها ليست حاملاً ولم يشاهدوا حملها فلا بدّ أن تكون صادقة، ولكنّ المشكلة في قومها فهم لن يصدقوها ولن يصدقوا أهلها بأنّها لم تكن حاملاً، ولذلك أتت به قومها تحمله ولم تتّجه به صوب أهلها؛ بل إلى قومها وذلك لكي يُبرِّئها وأهلها التي هي عرضُهم وكذلك يخبر قومها من بني إسرائيل أنّه رسول الله إليهم وجعله نبيّاً، وقضي الأمر الذي فيه تستفتين يا فردوس المكرمة.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإنسان ناصر محمد اليمانيّ الذي علَّمه ربّه البيان.
    ___________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  2. افتراضي


    اقتباس المشاركة 4946 من موضوع فتوى الإمام المهديّ عن حمل الصِّدّيقة مريم عليها السلام..

    - 2 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - رجب - 1431 هـ
    30 - 06 - 2010 مـ
    01:42 صباحـاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــ


    المُشكلة هي في قومِها الذين سوف يطعنون في عرضها وأهلِها فيؤذونهم ولن يصدقوهم ..


    اقتباس المشاركة : ولد علي
    إذا رأيت إمرأة بالأمس لا يوجد ببطنها شيء، وجاءتك باليوم الثاني معها ولد وتقول إنه إبنها وولدته، إذا هي معجزة ويجب أن يصدقوها، ولن يقولوا عنها قد جئت شيئا فريا. أليس كذلك ؟ فحتى يختبرهم رب العالمين يجب أن يكون حملاً طبيعياً تسعة أشهر حتى تتهم، أليس كذلك؟ أفلا يتفكرون؟ أفلا يتدبرون؟
    انتهى الاقتباس من ولد علي
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    فاسمع يا ولد علي، إنك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون من غير علمٍ من ربِّهم! فليست المُشكلة هي آل بيتها لأنّهم سوف يصدّقونها لأنّهم يعلمون أنها ليست حاملاً لو جاءت بولدٍ وقالت لهم أنّه ولدها وهم يعلمون أنّها بالأمس لم تكُن حاملاً؛ بل المُشكلة هي في قومها الذين سوف يطعنون في عرضها وأهلِها فيؤذونهم ولن يصدقوهم ويصدقوا مريم سواء حملت به في تسعة أشهر أو في يومٍ واحدٍ فلن يصدقها إلا أهلُها الذين يعلمون أنّها بالأمس لم تكُن حاملاً.

    أم تظن أنّ مريم بنت عمران امرأةٌ متبرجةٌ أمام أعين قومها، ولذلك سوف يصدقوها لأنّهم يعلمون أنّهم يرون بطنها كل يوم وأنّها ليست حاملاً؟ فما خطبك يا رجل؟ ولذلك لم تأتِ مريم تحمل الطفل إلى أهلها لكي ينطق لهم بالحقّ لأنّ أهلها سوف يصدقونها ولو لم ينطق الطفل، نظراً لأنّهم يعلمون أنها ليست حاملاً، ولكن قومها لن يصدقوها لأنّهم لا يعلمون أهي كانت حاملاً قبل أن تضع الطفل أم لا، ولكنّهم لن يصدقوها ولن يصدقوا قسَم أهلها أنّها لم تكن حاملاً فيقولون إنّما تخشون الفضيحة ولذلك لم تأتِ به إلى أهلها؛ بل جاءت به إلى قومها تحمله لكي ينطق فيبرّأها وأهلها من الفضيحة، وقال الله تعالى:

    {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا(30)} صدق الله العظيم [مريم].

    ولكنّها لو حملت في تسعةِ أشهرٍ فقد يقتلها أهلُها من قبل أن تضع جنينها ولن يصدقوها أنّها حملت بكن فيكون ولن ينتظروا حتى تضع طفلها لكي يبرِّأَها، فإنّك لمن الجاهلين وقد كنا أقمنا لك وزناً من قبل ولم يعد لك لدينا وزنٌ.

    وأبشِّرك يا ولد علي أنّ الله لن يهدي قلبك أبداً إلى الحقّ لأنّك من الذين جاءوا للتشكيك في الحقّ بحذرٍ شديدٍ، وبرغم أنّه تبيّن لنا أمرك ولكنّنا سوف نقوم برفع حظر الإدارة عنك لعلك تخشى ونقيم عليك الحُجّة أكثر.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    __________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي


    اقتباس المشاركة 4947 من موضوع فتوى الإمام المهديّ عن حمل الصِّدّيقة مريم عليها السلام..

    - 3 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    18 - رجب - 1431 هـ
    30 - 06 - 2010 مـ
    10:28 مسـاءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ



    { قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    ويا ولد على؛ إنّما تقول أنت على الله بالظنّ توقعاً منك فذلك هو الظنّ! ألا وإنّ القول على الله بالظن مُحرّمٌ في مُحكم كتاب الله، وقال الله تعالى:
    {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:116].

    وما دمتَ تُفتي أنَ رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام وعلى آل يعقوب المُكرمين وتفتي أنّ حملها بالطفل كان حملاً طبيعاً في تسعة أشهر فذلك تيسير منك للمنافقين أن يقذفوا مريم عليها الصلاة والسلام. وقال الله تعالى:
    {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:156].

    فهل تدري ما هو البُهتان على مريم؟ بل هو قولهم أنّها حملت حملاً طبيعياً، بمعنى أنّها ارتكبت الفاحشة حسب فتواهم بقولهم أنّ حملها كان حملاً طبيعياً، ويا رجل إنّ فتواك أنّ حمل مريم كان حملاً طبيعياً وكأنّها آتت الفاحشة مع رجلٍ ولذلك كان الحمل طبيعياً حسب فتواك! فاتّقِ الله شديد العقاب، فهل كان خلق آدم طبيعياً؟ وقال الله تعالى:
    {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثمّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} صدق الله العظيم [آل عمران:59].

    ويا رجل، إنّ الإمام ناصر محمد اليماني لا يقول على الله ما لم يعلم؛ بل أنطق بالحقِّ وأهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ، فتعال لنحتكم إلى كتاب الله للبحث سوياً بالتدبر والتفكر تنفيذاً لأمر الله في مُحكم كتابه:
    {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].

    فتعال لننظر سويّاً في مُحكم كتاب الله، فهل مريم من بعد البُشرى عادت إلى أهلها أم إنّها ابتعدت عنهم من بعد البُشرى إلى مكانٍ أبعدٍ وسوف تجد أنّها من بعد البُشرى مُباشرةً حملت به؟ وقال الله تعالى:
    {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴿١٦﴾ فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿١٧﴾ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ﴿١٨﴾ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴿١٩﴾ قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴿٢٠﴾ قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ﴿٢١﴾ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ﴿٢٢﴾ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا(23)} صدق الله العظيم [مريم].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما دام الحمل كان في زمن تسعة أشهر فلماذا لم تعُد مريم إلى قومها من بعد البُشرى لأنّ الحمل لن يتبيّن لهم إلا بعد مضي أربعة أشهر يبدأ بطنها بالتورم، فلِمَ ابتعدت عنهم أكثر من بعد البُشرى مُباشرةً إلى مكان قصيٍّ؟ وذلك لأنّها حملته بكن فيكون من بعد البُشرى مُباشرةً فنظرت إلى بطنها قد أصبح كبطن الحامل في آخر يومٍ من حملها ولذلك لم ترجع إلى أهلها برغم أنّ أهلها كانوا سوف يصدقونها لأنّهم يعلمون أنّها ذهبت إلى المكان الشرقيّ وهي ليست حاملاً، ولكنّي أقول لك أن مُشكلتها هي ليس في أهلها؛ بل المُشكلة هي لدى قومها، ومريم غير متبرجة حتى يشهد لها الناس أنّها حملت بقدرة الله كن فيكون ثمّ يبرِّئونها من قبل ولادتها؛ بل سوف يطعن الناس في عرضها وعرض أهلها فيؤذونهم بالإفك العظيم، ولذلك تجد مريم حين ولدت بالطفل تذكرت ما تقول للناس لأنّهم لن يصدقوها هي وأهلها حتى ولو شهدوا بعدم حملها من قبل فلن يصدقوهم جميع الناس فيطعنوا في عرضهم طيلة التسعة الأشهر لو كان كلامك صحيحاً، ولكنّ الله رحمهم وابنتهم الطاهرة مريم عليهم الصلاة والسلام فلم يجعل الحمل في تسعة أشهر لأنّ حملها أصلاً لم يكُن طبيعياً فلم يُلقِ ذَكَرٌ في رحمها حيواناً منويّاً ومن ثمّ ينمو شيئاً فشيئاً حتى تضعه في تسعة أشهر، فلم يمسَسْها بشرٌ بالزواج ولم تكُ بغيّاً؛ بل حملت بطفلٍ مُباشرةً بكلمةٍ من الله كُن فيكون فحملته وولدته في يومٍ واحد.

    ويا ولد علي، ألم أقُل لك إنّ الله لن يهدي قلبك وذلك لأنّ قلبي لم يطمئن إليك وعلمت من خلال بيانك أنّك إنّما تُريد التشكيك في بيان ناصر محمد اليماني لأنك لست من الباحثين عن الحقّ، فيا رجل إن كنت تُريد الحقّ فحقيق لا أقول على الله إلا الحقّ والحقُّ أحقَّ أن يُتّبع ولم أفتِكم بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً من رأسي من ذات نفسي، وأعوذُ بالله أن أكون من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، بل آتيكم بسُلطان العلم من محكم كتاب الله، فاتّقِ الله يا رجل وحاور الإمام المهديّ بسُلطان العلم، فذلك هو بُرهان صدق الداعية، ولذلك قال الله تعالى:
    {قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:148].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المُبين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم؛ عبد الله وخليفته ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي


    اقتباس المشاركة 4948 من موضوع فتوى الإمام المهديّ عن حمل الصِّدّيقة مريم عليها السلام..

    - 4 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    20 - رجب - 1431 هـ
    02 - 07 - 2010 مـ
    02:32 صباحـاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ــــــــــــــــــ



    الردّ المُختصر من مُحكم الذِّكر ..

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ:
    {قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:21].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فبما أنَّ ابن مريم عليها وعلى ابنِها السلام آيةٌ للناس خارقةٌ عن المألوف، فكيف يكون الحمل طبيعياً كمثل أيّ امرأةٍ تحمل فتضع في تسعة أشهرٍ؟ ولكن خلق ابن مريم آية للناس والآية تأتي دائماً خارقة عن المألوف وإذا لم تكن خارقة عن المألوف فهي ليست آية، وبما أنّ حمل السيدة مريم عليها الصلاة والسلام كان خارقاً عن المألوف فأصبح حملها بابنها آيةً خارقةً ولذلك لم تحمل به في تسعة أشهر؛ بل في يومٍ واحدٍ، ولذلك قال الله تعالى:
    {قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:21].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ} صدق الله العظيم، فكيف يكون الحمل طبيعياًّ في تسعة أشهر وهو آيةٌ، والآية دائماً تكون خارقة عن المألوف؟ فهل تمُّ خلق آدم في تسعة أشهرٍ أم تمَّ خلقه بكن فيكون وخلقه الله من غير أبٍ ومن غير أُمٍ؟ بل بكن فيكون، وكذلك حواء خلقها من غير أمٍّ بكن فيكون، وكذلك المسيح عيسى ابن مريم خلقه الله من غير أب بكن فيكون، فلِمَ تحبون الجدل العقيم من غير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُنير؟ حسبنا الله ونعم الوكيل.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ___________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    امام كم بين مولدالمسيح علية السلام ويحي علية السلام.

  6. افتراضي

    ياليت يتم تغير رابط الموقع لان بطي جدا عندي ووقت لما اسجل خروج

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عيسى عمران
    ياليت يتم تغير رابط الموقع لان بطي جدا عندي ووقت لما اسجل خروج
    انتهى الاقتباس من عيسى عمران
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    ليس بطىء الموقع له علاقة مع أسم الموقع
    بل سرعة فتح المواقع وبطؤها مرتبط بسرعة جهازك أولا
    وهو ما يعبر عنه بالرام وكذلك الفرتيال ميمري
    وكذلك إذا لم تنظفي الجهاز بأستمرار من الكوكيز فيصبح المتصفح بطيء جدا
    وليس بالنسبة لمنتديات الإمام فقط بل لكل المواقع
    ولا تنسي أن نظام البروكسي يبطىء كذلك التصفح
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  8. افتراضي

    لذلك اطلب تغير الرابط لان البروكسي هو مايبطى الاتصال

  9. افتراضي

    لم يسمي النصار يسوع النصاري

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. مريم بنت عمران
    بواسطة الـــنـــمر في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31-12-2013, 11:43 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •