الموضوع: الصفات النفسية للعبد الأقرب لله ؟؟؟؟؟؟

النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. rose الصفات النفسية للعبد الأقرب لله ؟؟؟؟؟؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه إمامنا المكرم وانصاره المخلصين وبعد. اتمنى يا إمامي أن تزيدنا علما عن الصفات النفسية التي يتميز بها العبد المجهول والأقرب إلى الله ؟ وكيف لنا أن نطور في انفسنا تلك الصفات لأننا ننافس في حب الله وقربه ورضاه ونغار على ربنا .وليس الغرض الفوز بالوسيلة فهي ليست غايتنا بل فقط تربية النفس .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورضوانه
    المحسوس اهم واكبر من الملموس-نعيم قلبي ربي حبيبي

  2. افتراضي

    هو وبالتأكيد صاحب أجر عظيم يوم القيامة، وعمل من الصالحات مالم يعلمه احد ..
    لدرجة ان الله سيعرض عليه الملكوت كله، وهو يضل ينادي ربه اني لن أرضي حتي ترضي لا متحسر ولا حزين يارب..
    حتي يحقق هدفه ويرضي آلله في نفسه.

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة : فتيحة المشيشي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه إمامنا المكرم وانصاره المخلصين وبعد. اتمنى يا إمامي أن تزيدنا علما عن الصفات النفسية التي يتميز بها العبد المجهول والأقرب إلى الله ؟ وكيف لنا أن نطور في انفسنا تلك الصفات لأننا ننافس في حب الله وقربه ورضاه ونغار على ربنا .وليس الغرض الفوز بالوسيلة فهي لي... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=437523
    انتهى الاقتباس من فتيحة المشيشي
    تبدا الطريق من قول الله تعالى : (۞ وَسَارِعُوٓا۟ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ‎﴿١٣٣﴾‏ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ ‎﴿١٣٤﴾‏ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُوا۟ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلُوا۟ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ‎﴿١٣٥﴾‏ أُو۟لَـٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّـٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَـٰمِلِينَ ‎﴿١٣٦﴾‏ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُوا۟ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ ‎﴿١٣٧﴾‏ هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ‎﴿١٣٨﴾‏ وَلَا تَهِنُوا۟ وَلَا تَحْزَنُوا۟ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿١٣٩﴾‏ ) صدق الله العظيم

    ويا اختي ان من يحدد العبد الاقرب هو الله وحده ولذلك باب المنافسه مفتوحه ويا اختي ان احيانا ان ظن العبد انه اصبح العبد الاقرب الى الله بسبب صفات معينه فيه فذلك بداية لزيغه عن الحق واتكاله على نفسه وتوقفه عن المنافسه

    فلا تبحثوا عن هذه الامور وعش من اجل الله وافعل ما يحبه الله فيما ذكره في كتابه اولا من صفات المؤمنين ثم من صفات المتقين ثم صفات عبيدالنعيم الاعظم فلا يمكن للانسان ان يكون من عبيد النعيم الاعظم وهو لم يتصف باقل صفات الإنسان المؤمن في كتاب الله

    فلا يمكن ان يكون عبد النعيم الاعظم كذاباً ولا استغلالياً ولا مادياً ولا مخادعاً بالباطل ولا ممن لا يعترف بالحق ان كان عليه ولا مكابراً بغير الحق ولا معتدي على غيره بالقول او الفعل كان قريب منه نسباً او بعيد ولا تاخذه حمية الجاهلية

    وعباده النعيم الاعظم ومعرفه سر العباده ان يكون الله راضياً في نفسه هو اعظم العبادات والغايات وقد تجدون من عبيد النعيم الاعظم يتشابهون بالصفات ولكن يكون هناك فارقاً لا يعلمه الا الله بينهما لذلك ان تبحث عن صفات العبد الاقرب الى الله كانك تريد ان تعلم الغيب في نفس الله

    فما بالك بالعبد الاقرب الى الله؛ لذلك المنافسه مفتوحه الى ان يقوم الناس لرب العالمين ولا نزكي غيرنا بغير الحق ولا نزكي انفسنا بغير الحق وقال الله تعالى : (فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا ‎﴿٢٩﴾‏ ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱهْتَدَىٰ ‎﴿٣٠﴾‏ وَلِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ لِيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ أَسَـٰٓـُٔوا۟ بِمَا عَمِلُوا۟ وَيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ أَحْسَنُوا۟ بِٱلْحُسْنَى ‎﴿٣١﴾‏ ٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَـٰٓئِرَ ٱلْإِثْمِ وَٱلْفَوَٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَٰسِعُ ٱلْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِى بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوٓا۟ أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ ‎﴿٣٢﴾‏ أَفَرَءَيْتَ ٱلَّذِى تَوَلَّىٰ ‎﴿٣٣﴾‏ وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰٓ ‎﴿٣٤﴾‏ أَعِندَهُۥ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰٓ ‎﴿٣٥﴾‏ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَىٰ ‎﴿٣٦﴾‏ وَإِبْرَٰهِيمَ ٱلَّذِى وَفَّىٰٓ ‎﴿٣٧﴾‏ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ‎﴿٣٨﴾‏ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَـٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ‎﴿٣٩﴾‏ وَأَنَّ سَعْيَهُۥ سَوْفَ يُرَىٰ ‎﴿٤٠﴾‏ ثُمَّ يُجْزَىٰهُ ٱلْجَزَآءَ ٱلْأَوْفَىٰ ‎﴿٤١﴾‏ وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ ‎﴿٤٢﴾) صدق الله العظيم


    واليك بيان هام

    ======== اقتباس =========


    اللهم اجعلني رحمة للعالمين وقربني اليك حتى اكون العبد الاحب والاقرب لك يا ارحم الراحمين
    مكتبة نون
    https://noonlib.com

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم .. وعليكم السلام والإكرام ونعيم الرضوان وبعد : الصفات النفسية ياأختاه لهذا العبد بأنه أكثر الناس عفوا .. نعم : العفو ثم العفو ثم العقو ثم الصبر .. هذا هو العبد الأحب والأقرب إلى الله .. وقد جعل الله تعالى أعظم نفقة في الكتاب هي نفقة العفو .. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
    بسم الله الرحمن الرحيم : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ۗ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ . صدق الله الحبيب الأعظم

  5. افتراضي

    ✅✅
    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 03 - 1430 هـ
    11 - 03 - 2009 مـ
    02:53 صباحاً
    اقتباس المشاركة :
    وهذا عبدٌ مجهولٌ كما علّمكم الله ورسوله وحين يؤتيه الله درجة الخلافة سوف نعلمه جميعاً، ولو يؤتي الله هذا العبد المجهول هذه الدرجة وهي درجة الخلافة على الملكوت لكان أول من يكفر وينكر أمره المسلمون والكفار من بعدهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=319586



    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 319586 من موضوع ذلك هو العبد المجهول صاحب الدرجة العالية الرفيعة، ولا يحيط الناس به ولا باسمه علماً، فهو عبدٌ مجهول ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 03 - 1430 هـ
    11 - 03 - 2009 مـ
    02:53 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    ذلك هو العبد المجهول صاحب الدرجة العالية الرفيعة، ولا يحيط الناس به ولا باسمه علماً، فهو عبدٌ مجهول ..

    اقتباس المشاركة : من الناس غريب

    نعم البيان
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    قال تعالى: { على الله توكلنا. ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين }
    اللهم نجنا من عقابك يوم تبعث عبادك.
    يا إمامنا كيف السبيل وكيف النجاة من الحدث العظيم؟ فنحن الانصار قله لا حول لنا ولا قوة إلا بالله وقد رأيت من الأنصار وفقهم الله فعل المستحيل لنشر بياناتك ونشر النور الساطع من منتداكم المبارك إلى كافه البشر فجزاهم الله خير. ولدي سؤال لفضيلتكم، هل المقصود في قوله تعالى: { يومئذ يتبعون الداعي لاعوج له } هو أنت نفسه يا إمام؟ أفيدوني جزاك الله خيراً
    انتهى الاقتباس من من الناس غريب

    قال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فالذي اسْتُثنَى عليه من الفزع هو الداعي إلى صراطٍ مستقيمٍ لا عوج في دعوته، ذلك خليفة الله وعبده على ملكوت كلّ شيءٍ، صاحب الدرجة العالية التي لا ينبغي أن يفوز بها إلا عبدٌ واحدٌ من عباد الله وهو عبدٌ مجهولٌ كما أعلمكم به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ويرجو أن يكون هو، وصاحبه مجهول لدى كافة أهل السماء والأرض وهو الوحيد، ويوم القيامة هو الوحيد الذي يأذن الله له أن يخاطبه، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴿١٠٨﴾ يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴿١١٠﴾ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [طه].

    ذلك هو العبد المجهول صاحب الدرجة العالية الرفيعة ولا يحيط الناس به ولا باسمه علماً فهو عبدٌ مجهولٌ، لذلك قال الله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴿١١٠﴾} صدق الله العظيم. ويقصد العبد المجهول صاحب الشفاعة.

    ولكنّي لا أعلمُ أنّ عبداً يتجرأ على الشفاعة حسب ما تعتقدون بالباطل أن يقول شفِّعني إلهي في الناس! وإنّما يُحاج الله في تحقيق النّعيم الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه برغم أنّ الله قد جعله خليفته على ملكوت كلّ شيءٍ؛ ومعنى ذلك لم يرضَ حتى يكون الله راضياً في نفسه وليس غضبان، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يُدخِل عباده في رحمته وفي ذلك يكمن سر الشفاعة وليس حسب عقيدتكم أنّ العبد يقف بين يدي الله طالباً الشفاعة، سبحان الله وتعالى علواً كبيراً! فهل هذا العبد هو أرحم بعباد الله من ربّهم، أليس الله هو أرحم الراحمين؟ فلماذا تلتمسون الرحمة والشفاعة من الذين هم أقل رحمة من الله، أفلا تعقِلون؟ فاستغنوا برحمة الله عن المسيح عيسى ابن مريم وعن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليهم وسلّم تسليماً وعن الإمام المهديّ المنتظر وعن كافة عباد الله إن كنتم تعلمون أنّ الله هو أرحم بعباده من عبيده، فاعلموا أنّ الله أرحم الراحمين ولن تجدوا في خلق الله أجمعين من هو أرحم بكم من الله أرحم الراحمين، وإن اعتقدتم بغير ذلك والتمستم الشفاعة ممن هم أدنى رحمة من الله فلن يغنوا عنكم من الله شيئاً، واعلموا بأنّكم قد أشركتم بالله تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وجميع المقرّبين كلّ منهم يرجو أن يكون هو صاحب درجة الشفاعة؛ درجة الخلافة على البعوضة فما فوقها ذلك يوم البعث الأول ولكن أكثرهم يجهلون، ولو يتنزّل الأمر إلى ملكوت كلّ شيءٍ من البعوضة فما فوقها جميع الأمم كلّ ما يدبّ أو يطير فيحشرهم الله عليكم ليطيعوا أمر خليفة الله عبد نعيم رضوان نفس الله الذي جعله الله خليفةً على ملكوت كلّ شيء لأنّه يعبد نعيم رضوان نفس ربّه من دون الدنيا والآخرة ومن ثمّ يؤتيه الله ملكوت الدنيا والآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿٢٤﴾ فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    وهذا عبدٌ مجهولٌ كما علّمكم الله ورسوله وحين يؤتيه الله درجة الخلافة سوف نعلمه جميعاً، ولو يؤتي الله هذا العبد المجهول هذه الدرجة وهي درجة الخلافة على الملكوت لكان أول من يكفر وينكر أمره المسلمون والكفار من بعدهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وذلك لأنّهم قد كفروا بكافة آيات الله في الكتاب وفتنهم اليهود عن الحقّ بما لم يقُله الله ولا رسوله وبما يخالف لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ فاتبعوهم وأشركوا بربّهم وصدقوا أنّ المسيح الدجال يؤيده الله بالمعجزات الكونيّة والأرضية ويحيي الموتى فيأتي بالبرهان على ذلك فيقطع رجلاً إلى نصفين ثمّ يمر بين الفلقتين ومن ثمّ يعيده إلى الحياة! وأقسمُ بالله الواحد القهار الذي خلق الجانّ من مارجٍ من نار والإنسان من صلصال كالفخار أن مَنْ صدَّق بهذا الافتراء العظيم فقد كفر بما أُنزِل على محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأنّه لن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً سواءٌ كان جاهلاً أو عالماً لأنّ حُجة الله عليه هو كفره بما أنزل الله في الآيات المحكمات التي جعلهن أمّ الكتاب وأساس العقيدة الحقّ للمؤمن بالحقّ أنّه لا يستطيع الباطل وأولياؤه الذين يدعونهم من دون الله أن يعيد روح ميّت من بعد خروجها ولا ينزل المطر ولا ينبت الشجر، وقال الله تعالى إنّهم إن يفعلوا ذلك مع أنّهم يدعون لغير الله فاستطاع الباطل أن يجيب دعوتهم فيأتي ببرهان التصديق فقد صدقوا أنّ الله ليس وحده لا شريك له وإنّ معه من شاركه في خلقه وجعل الله هذا التحدي واضحاً وجليّاً في القرآن العظيم: {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ﴿٥٧﴾ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ﴿٥٨﴾ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴿٥٩﴾ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴿٦٠﴾ عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦١﴾ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٦٢﴾ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤﴾ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿٦٥﴾ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴿٦٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿٦٧﴾ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿٧٠﴾ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴿٧١﴾ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ﴿٧٢﴾ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ ﴿٧٣﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٧٤﴾ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿٧٩﴾ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠﴾ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    فكيف تعتقدون يا معشر المؤمنين أنّ المسيح الدجال يستطيع أن يفعل ذلك مع أنّه يدّعي الربوبيّة فيدعو الناس إلى عبادته؟ أفلا ترون أنّكم قد كفرتم بالآيات المُحكمات في القرآن العظيم التي تنفي ذلك جملةً وتفصيلاً أنّه لا يستطيعُ أن يأتي الباطلُ بآيات الله الدالّة على قدرته ووحدانيته وهو يدّعي الربوبيّة تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾ قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي ۖ وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ} صدق الله العظيم [سبأ:49-50].

    ولذلك قال الله تعالى: {هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

    حتى أن يخلقوا ذُباباً وذلك لأنّ الباطل الذي من دون الله لن يستطيع أن يأتي ولو بآيةٍ واحدةٍ فقط من آيات الله الدالة على قُدرته ووحدانيّته فلا يقدر عليها سواه فإن استطاع الذين من دونه من الذين يدعون الناس إلى عبادتهم أن يأتوا بآيةٍ واحدةٍ فقط فقد صدّقوا في شركهم بالله، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا} صدق الله العظيم [الحج:73].

    ولكن فطاحلة علماء المسلمين قد صدقوا أنّ الباطل الذي يدّعي الربوبيّة من دون الله أن يفعل أكبر من خلق الذباب فيبعث الإنسان من بعد قتله فيعيده حيّاً مع أنّه يدّعي الربوبيّة ثم صدقوا هذا الافتراء مع أنّه جاء من عند غير الله! ولذلك يجدون بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً؛ بل عكسه تماماً، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾ قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِي ۖ وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ} صدق الله العظيم [سبأ:49-50].

    وهذا نفي أن يستطيع الباطل أن يبعث ميتاً فيعيد روح الميت إلى الحياة من بعد مغادرة روحه جسده مع أنّه يدّعي الربوبيّة، وأعلن الله لهم بالتحدي وقال لهم فلئن فعلتم ذلك فقد صدقتم في عقيدة الباطل من دون الله، وقال الله تعالى: {أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    فكيف تتّبعون ما ليس لكم به علم في كتاب الله؟ ولن تستطيعوا أن تأتوا ببرهانٍ واحدٍ فقط من القرآن العظيم بأنّ الله يؤيّد بآيات قدرته للباطل وأوليائه، قل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين؟ أفلا تعلمون أنّ آيات الله التي لا يستطيع أن يفعلها سواه قد جعلها الله حُجة لأوليائه على الذين يدّعون الربوبيّة كمثل النمرود ابن كنعان الذي آتاه الله الملك كما آتى فرعون ومن ثم ادّعوا الربوبيّة من دونه، وقال النمرود ابن كنعان، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٢٥٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فانظروا إلى قول إبراهيم الذي يحاج النمرود بالعقيدة الحقّ لأنّه يعلم أنّه لا يستطيع أن يفعلها أو يؤيده الله بها وهو يدّعي الربوبيّة ولن يستطيع أن يفعل ذلك إلا الله وحده أو يؤيّد بتلك المعجزة الذين يدعون إلى الله فيؤيّدهم تصديقاً لدعوتهم إلى الحقّ، أما أن يدّعي الباطل الربوبيّة ثم يأتي بإثبات القدرة أمام الناس لحقيقة دعوته أنّه إله ولكنه لن يستطيع أن يثبت ذلك على الواقع الحقيقي فيحيي ميتاً ولذلك تجدون إبراهيم يحاجه بالعقيدة الحقّ، وقال: {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}، ثم أتى باثنين وقال: "والآن سوف أقتل هذا وأطلق الآخر في الحياة". ولذلك أعرض إبراهيم عن الجدل في إحياء الموتى حتى لا يقتل النمرود الرجل بغير الحقّ، ومن ثم حاجّه بآيةٍ أخرى وهي كذلك من آيات الله الدالة على قدرته ولا ينبغي أن يأتي بها الباطل الذي يدّعي الربوبيّة، وقال إبراهيم: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّه حتى يأتي بالشمس من مغربها يلزمه أن يغيّر حركة الأرض فيعكس دورانها ومن ثم تأتي الشمس من مغربها فبُهت الذي كفر! ثم انظروا لقول الله تعالى ومن حُجج إبراهيم التي حاج بها هي: {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّه يعلم أنّ الرجل يدّعي الربوبيّة من دون الله فطلب منه إثبات آية لا يأتي بها إلا الله ولا ينبغي أن يؤيّد بها الله عدوه لإثبات حقيقة الباطل الذي يدعون من دونه، وذلك لأنّه إن فعل فأحيا ميتاً إذاً فقد صدق في ادّعائه الربوبيّة من دون الله وذلك ما يقصده إبراهيم فهو يعلم أنّ المدّعي للربوبيّة لن يستطيع، فانظروا إلى تحدي إبراهيم تجدوه نفس تحدي الله لأهل الباطل أن يفعل ذلك فيحيي ميتاً فقد صدقوا إن فعلوا، تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم.

    فانظروا إنّها ذات حُجة إبراهيم على الذي ادّعى الربوبيّة: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً يا معشر علماء الأمّة قد فُتنتم عن الحقّ عقائديّاً، ولربَّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "نحن نعلم إنّه الله من أحيا الميت للمسيح الدجال وإنّما ذلك فتنة من الله". ومن ثمّ أرد عليهم وأقول: ومنذ متى يفتن الله عباده بالمُعجزات لتصديق الباطل؟ فكيف يؤيد الله دعوة الباطل بمعجزة للتصديق كما يؤيد دعوة الحقّ بمعجزة للتصديق؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين وسوف آتيكم بألف دليل من محكم القرآن ينفي هذه العقيدة الباطلة والمُنكر والزور الكبير على الله ورسوله وإن استطعتم أن تأتوا بدليل واحدٍ فقط من القرآن بأنّ الله يؤيد بمعجزات قدرته للباطل كما يؤيد بها الداعي إلى الحقّ، ولا أطلب إلا دليلاً واحداً فإن أتيتم به فقد أصبحتم أنتم على الحقّ وناصر محمد اليماني كذاب أشر وليس المهديّ المنتظر فأتوني به إن كنتم صادقين، برغم أنّنا قد علمناكم من قبل بالقاعدة والناموس لكشف الأحاديث المكذوبة والتي لا يقبلها العقل والمنطق، ومن ثمّ تتدبرون محكم القرآن، وإذا كان الحديث المختلفين عليه في السُّنة النّبويّة جاء من عند غير الله فحتماً سوف تجدون بينه وبين الآيات المُحكمات من أمّ الكتاب في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً كما ترون إنّ الآيات المُحكمات بينهن وبين روايات معجزات المسيح الدجال اختلافاً كثيراً؛ بل وجدنا في القرآن العكس لذلك والتحدي لفعل ذلك من الباطل وأهله: {أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم. فكيف آسى على أمّةٍ يرون الحقّ باطلاً والباطلَ حقاً؟

    ويا قوم، لو لم تزالوا على الهدى لما جاء قدر المهديّ المنتظر ليهديكم إلى صراطٍ مستقيمٍ بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ التي لا تُخالف لمحكم القرآن وما خالف منها لمحكم القرآن فأفركه بنعل قدمي لأنّي أعلمُ إنّه حديث مُفترى جاء من عند غير الله من عند الطاغوت وأوليائه ليفتنوكم عقائدياً فيصدوكم عن التمسك بمحكم القرآن العظيم آيات أمّ الكتاب التي لا يزيغ عنهن فيتّبع ما خالفهن إلا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ فأشركَ بالله وغوى وهوى وكأنّما خرَّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ.

    ويا معشر المسلمين كلّ من قد بلغ رشده، لئن أعرض علماؤكم وأخذتهم العزة بالإثم واتّبعوا أحاديث الفتنة التي تفتنكم عن محكم القرآن العظيم ومن ثمّ تعرضون عن الحقّ من ربّكم الذي لن تجد عقولكم إلا أن تُسلموا للحقّ تسليماً إن كنتم تعقلون ومن ثمّ تتّبعون المعرضين عن دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يدعو للحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ فلن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً وأصبح القرآن لا قيمة له بين أيديكم ولا تفقهون في شأنه إلا الغُنّة والقلقلة والتجويد ومخارج الحروف وذلك مبلغكم من العلم ونسيتم التدبّر والتفكّر في آيات الكتاب كما أمركم الله بذلك وذلك حُجة الله عليكم تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ومن كان من أولي الألباب من كافة المسلمين سواءٌ كان عالماً أو جاهلاً فسوف يجد أنّ المدعو ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم ومن ثمّ لا يجدون في صدورهم حرجاً مما قضينا بينهم بالحقّ ويُسلمون تسليماً، وأما الذين لا يعقلون فسوف يتّبعون ما يُخالف للعقل والمنطق جُملةً وتفصيلاً، فهل جُنّ ربّ العالمين سبحانه وتعالى علواُ كبيراً حتى يؤيد بمعجزات قدرته وآياته الدالّة على وحدانيّته فيؤيد بها الذي يدعي الباطل من دونه ليأتي لكم بالبرهان على صدق ما يدعو إليه؟؟ فأيّ افتراء اتّبعتم وعلمتم به أجيال الأمّة يا معشر العلماء برغم أنّ هذا ينكره العقل والمنطق؟ أم لم يأمركم الله أن لا تتّبعوا ما ليس لكم به علم في الكتاب وأمركم أن تستخدموا أبصاركم هل تقبله وتعقله أم تفتيكم أنّه غير معقول إن كنتم تعقلون؟ وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    والذين لا يستخدمون عقولهم في هذه الحياة لذلك تجدونهم قد حكموا على أنفسهم حين أدخلهم الله النار ومن ثمّ قالوا: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخو المسلمين خليفة الله الذليل عليهم تواضعاً لله العزيز على الكافرين، الإمام ناصر محمد اليماني .
    ___________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    ✅✅

    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 06 - 1432 هـ
    24 - 05 - 2011 مـ
    02:53 صباحاً
    اقتباس المشاركة :
    ولربما يودُّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "وما هو سرّ العجب في هؤلاء القوم يا ناصر محمد؟". ومن ثُمّ يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: أقسمُ بالله العظيم أنَّ منهم من لو أنَّ الله يُخيّره ما بين أن يرضى بجنة النعيم ومن ثُمّ يرفض ذلك حتى يُحقِّق له الله النعيم الأعظم من جنّة النعيم، ومن ثُمّ يقول الله له: إن أصرَرْتِ على تحقيق ذلك يا عبدي فافتدِ الذين يتحسّر عليهم ربّك بنفسك فألقِ بنفسك في نار جهنم. ألا والله الذي لا إله غيره أنّكم لن تجدوه يمشي إليها مشيَ المُتردّد بل سوف ينطلق إليها مُسرعاً ليقذف بنفسه في نارٍ وقودها الحجارة! والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ. وهذا لو يُخيّره الله ما بين أن يرضى بجنّة النعيم ولا يهتم بحزن ربّه وتحسّره على عباده أو يفتديهم بنفسه فإنّكم سوف تجدوه يُلقي بنفسه في نار جهنم ولا يبالي لو يكون في ذلك ذهاب حزن الله وتحسّره على عباده فيرضى
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=15885


    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 15885 من موضوع الإمام المهدي المنتظر يرشدنا أن يكون الحبّ الأشد والأعظم في قلوبنا هو لله الغفور الودود ..


    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 06 - 1432 هـ
    24 - 05 - 2011 مـ
    02:53 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    الإمام المهدي المنتظر يرشدنا أن يكون الحبّ الأشد والأعظم في قلوبنا هو لله الغفور الودود ..


    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحبة لعيسى ابن مريم
    اقتباس المشاركة :
    امام رائع بيانك مادمت كتبت بة اسم الغالى عيسى ابن مريم ارى الانصار يختلفون بشان من يصحح بيانتك يبدون انهم يحبونك جدا
    انتهى الاقتباس
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على عباد الله المخلصين المحبّين لربّهم من عباده من كان الله هو الأشدّ حبّاً في قلوبهم من عباده أجمعين..

    ويا أَمَة الله كوني صادقةً مع الله ومع نفسك، ولسوف يُلقي إليك الإمام المهديّ هذا السؤال كما يلي: فلو يُخيّرك الله في أن تختاري أحد أمرين أن تكوني أحبّ إلى الله وأقرب من عبده ورسوله المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام، أو أن يكون المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم هو أحبّ منك إلى الله وأقربُ؟ فإن كان جوابك: "بل سوف أُفضّل رسول الله عيسى ابن مريم على نفسي تفضيلاً فأرضى أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ"؛ فإن كان جوابك كذلك فاعلمي أنّك قد أشركتِ بالله عبده المسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وآله وسلم، كونك لو كان الحبّ الأعظم في قلبك هو لربّك لما رضيتِ أن يكون هناك عبدٌ هو أحبّ منك إلى الله وأقرب، فإذا وجِد الحبّ الأعظم في قلبكِ وجدت الغيرة على من تُحبين، فلا ينبغي لمؤمنٍ أن يرضى أن يكون المسيح عيسى ابن مريم أو محمد رسول الله أو المهدي المنتظَر صلى الله عليهم وآلهم وسلم هم أحبّ إلى الله منه وأقربُ إلى الربّ لأنّ من فضّل عبداً أن يكون هو أحبّ منه إلى الله وأقرب فهو من المشركين.

    ولربما يودُّ أن يقاطعني أحد علماء المسلمين من الذين لا يؤمنون بالله إلّا وهم به مشركون به أنبياءه ورسله فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني فإنّك لعلى ضلالٍ مبينٍ، وإليك البرهان المبين بأنّه لا يجوز أن تُفضّل نفسك على النبي، تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين] صدق عليه الصلاة والسلام".

    ومن ثُمّ يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: أقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم، أنّ جدّي محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهو أحبّ إلى نفسي من نفسي ومن أمّي وأبي ومن ولدي ومن الناس أجمعين.

    ولربما يودُّ هذا العالِم المؤمن المشرك أن يقاطعني فيقول: "عجبٌ أمرك يا ناصر محمد فكيف تُريد أن تكون أحبّ إلى الله من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وكذلك تأمر أنصارك وجميع المؤمنين أنّه لا ينبغي لأحدٍ منهم أن يُفضّل أن يكون محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أحبّ إلى الله من نفسه؟". ومن ثُمّ يردُّ عليه الإمام المهدي وأقول: يا أيها السائل أُريدك أن تُجيبني على سؤالٍ آخر من قبل أن أجيبك على سؤالك وهو: لماذا أنت أيّها العالِم الفطحول فضّلت محمداً رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم أنْ يكون هو أحبّ إلى الله منك وأقرب؟ ومن ثُمّ يكون ردّ هذا العالم يقول: "لقد جئناك بالردّ المُلجم من السُّنة النّبويّة وهو الحديث الحقّ عن النبي:
    [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين] صدق عليه الصلاة والسلام".
    ومن ثُمّ يردُ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: فهل بناءً على هذا الحديث فضّلت النبي عليه الصلاة والسلام أن يكون هو أحبّ إلى الله منك وأقربُ؟ ومن ثُمّ يكون جواب العالم: "اللهم نعم، كوني أحبُّه أكثر من نفسي ومن أمي وأبي وولدي والناس أجمعين". ومن ثُمّ يرد عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: فهل هذا إقرارٌ منك أيها العالم الفطحول أنّك تنازلت عن أقرب درجةٍ في حُبّ الله لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ومعلوم جوابه فسوف يقول بصوت مُضخّم: "اللهم نعم". ومن ثُمّ يقيم عليه الإمام المهدي الحُجّة بالحقّ وأقول: فقربةً إلى من تنازلت عن أقرب درجةٍ في حُبّ الله وقُربه؟ وأكرّر سؤالي مرةً أُخرى وأقول: يا أيّها العالِم الفطحول فقربةً إلى من تنازلت عن أقرب درجة في حُبّ الله وقربه؟ وهُنا يتوقّف العالِم للتفكّر والتأمل في منطق الإمام ناصر محمد اليماني إنْ كان من أولي الألباب ثُمّ يقول: "صدقت أيّها الإمام المهدي ناصر محمد اليماني فقربةً إلى من تنازلت عن أقرب درجة في حُبّ الله وقربه؟ فهل يوجد هناك إلهٌ غير الله سبحانه حتى أتنازل عن أقرب درجة في حبه وقربهِ قُربةً إليه سبحانه؟ فهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟".

    ويا أُمّة الإسلام يا حُجّاج بيت الله الحرام، إنّه يحقّ لكم لو أنَّ أحدَكم نال الدرجة العالية الرفيعة في جنة النعيم فيحق له أن ينفقها إنْ يشأ لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طمعاً أن يكون هو العبد الأحب في نفس ربّه من بين عباده جميعاً كون الدرجة العالية الرفيعة في جنة النعيم إنّما هي درجة ماديّة فهي أعلى درجة في جنّات النعيم، وأما أن تتنازلوا عن أقرب درجةٍ في حبّ الله لعبدٍ من عبيد الله أمثالكم فمن يُجيركم من ربّ العالمين؟ فقد أصبح أحبّ إلى قلوبكم من ربِّكم الله كونكم قد جعلتم لله أنداداً في الحب! فمن رضي أن يكون محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أحبّ منه إلى نفس ربّه فقد أشرك بالله وأحبّ نبيّه أكثر من ربّه، ومن أحبّ مخلوقاً أكثرَ من الخالق فقد أشرك بالله وجعل له ندّاً في الحبّ سبحانه وتعالى علواً كبيراً. وقال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَ‌ى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَ‌وْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ألا وإنّ المُؤمنين الذين لا يشركون بربّهم يجدون أنّ أعظم حُبٍّ في قلوبهم هو لربّهم،
    وإنّما يُحبّون أنبياء الله وأئمة الدّين كون الله يُحبّهم وذلك من عظمة حُبّهم لربّهم، ولذلك يُحِبّون من أجل الله ويبغضون من أجله، ويجدون في أنفسهم أنّهم ممكن أن يفضّلوا محمداً رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم في كل شيء تفضيلاً فيما دون الله كون ذلك منهم قُربةً إلى من أحبوه بالحبّ الأشد والأعظم الله ربّهم الغفور الودود، ولكن إذا تنازل العبد عن أقرب درجةٍ في حُبّ الله لعبدٍ مثله فقد أصبح يُحبّ العبدَ أكثر من حُبّه لربّه وأشرك بربه وجعل له ندّاً في الحبّ ولن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً، فاتّقوا الله يا عباد الله فلا ينبغي أن تتنازلوا عن أقرب درجة في حبّ الله، وإنّما الحبّ هو في نفسه ولا يهم أن تكون الأقرب إلى ذاته بذاتك؛ بل الأهم أن تحرص أن تكون أنت العبد الأحب والأقرب في نفس ربّك، فتتمنى أن تكون أنت العبد الأحبّ في نفس الله من بين عبيده في الملكوت كُلّه إن كنتم إياّه تعبدون.

    أفلا تعلمون أنَّ من أحبّ أحداً فإنّه يكون حريصاً على رضوان من أحبّ، وإذا كان عبدٌ أحبّ أَمَةً بالحبّ الأعظم فتجدوه يستغني بمن أحبّ عن الدنيا وما فيها من الملك والملكوت؛ بل ويتمتع برضوان من أحبّ كمثل صاحب الشعر الذي أشرك بالله فأحبّ أَمَةً أكثر من ربّه ومن ثُمّ قال:

    يالله يــا مــن لأرزاق الـعـبـاد قـسّــم * تجعـل نصيبـي مـن الدنيـا ومـا فيهـا
    أشـوف حبيبـي وقلبـه بالرضـا ينعـم * وأمتـع النفـس قبـل الـمـوت يطويـهـا


    أولئك من عبيد الإناث من الذين قال الله عنهم في مُحكم كتابه:
    {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا} صدق الله العظيم [النساء:117].

    أولئك من الذين جعلوا لله أنداداً في الحبّ يحبّونهم بالحبّ الأعظم الذي لا ينبغي أن يكون إلّا لله ولا ينبغي أن يكون لأحد من عبيده، وقال الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ} صدق الله العظيم [البقرة:165].

    ويا أحباب الله يا أنصار الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، والله الذي لا إله غيره لو أنَّ أحدَكم يعتقد أنّه لا ينبغي له أن يتمنّى أن يكون هو أحبّ إلى الله من محمدٍ رسول الله ومن الإمام المهدي ومن المسيح عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام ومن عبيده أجمعين فإنّه قد أشرك بالله إلّا أن يكون مقتصداً ولم يترك ذلك تعظيماً لأحدٍ من عبيد الله؛ بمعنى أنَّه رضي أن يكون من أهل اليمين ولم يطمع أن يكون من المقرّبين المتنافسين إلى ربّهم أيُّهم أحبّ وأقرب، وليس ذلك عقيدةً منه أنّه لا ينبغي له أن يكون أحبّ من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل لأنّه يحرص فقط على رضوان ربّه، وبما أنّه علم أنّه إذا قام بتنفيذ أركان الإسلام الجبريّة فإنّ الله سوف يرضى عنه فيدخله جنته ومن ثُمّ قال: "وحسبي ذلك فماذا أبغي؟ فإذا أنجاني الله من ناره وأدخلني جنّته فحسبي ذلك". ومن ثُمّ يردُّ عليهم الإمام المهدي وأقول: تقبّل الله عبادتكم كون ليس فيها شرك غير أنّه كتبكم من المقتصدين ورضي الله عليكم؛ بمعنى أن ليس في نفسه شيءٌ منكم وأوفاكم بما وعدكم فأنقذكم من ناره وأدخلكم جنّته وليس في نفسه شيء منكم، ولكنّكم لن تنالوا حُبّ الله ولن يكتبكم من السابقين بالخيرات المقرّبين المتنافسين إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب، وقال الله عن عبيده:
    {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَ‌اتِ} صدق الله العظيم [فاطر:32].

    فأما الظالِمُ لنفسه فهم أصحاب الجحيم:
    {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ‌ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴿٤٤﴾ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    وأما المقتصدون فهم أصحاب اليمين كونهم اقتصدوا في الإنفاق في سبيل الله فاكتفوا بدفع فريضة الزكاة الجبريّة في سبيل الله ويرون أنّ حسبهم ذلك، وأما السابقون المُقرّبون فهم الذين زادوا على ذلك النفقات والأعمال الطوعية تثبيتاً من أنفسهم قُربةً إلى ربّهم تسابقاً إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب فأحبهم وقرّبهم وأولئك هم السابقون بالخيرات المقربون الذين قال عنهم:
    {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴿١٠﴾ أُولَـٰئِكَ الْمُقَرَّ‌بُونَ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    وهم الذين قال الله عنهم في مُحكم كتابه:
    {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولكنّ الأعجب منهم هم القوم الذين وعد الله بهم في مُحكم كتابه:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْ‌تَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    ولربما يودُّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "وما هو سرّ العجب في هؤلاء القوم يا ناصر محمد؟". ومن ثُمّ يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد وأقول: أقسمُ بالله العظيم أنَّ منهم من لو أنَّ الله يُخيّره ما بين أن يرضى بجنة النعيم ومن ثُمّ يرفض ذلك حتى يُحقِّق له الله النعيم الأعظم من جنّة النعيم، ومن ثُمّ يقول الله له: إن أصرَرْتِ على تحقيق ذلك يا عبدي فافتدِ الذين يتحسّر عليهم ربّك بنفسك فألقِ بنفسك في نار جهنم. ألا والله الذي لا إله غيره أنّكم لن تجدوه يمشي إليها مشيَ المُتردّد بل سوف ينطلق إليها مُسرعاً ليقذف بنفسه في نارٍ وقودها الحجارة! والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ. وهذا لو يُخيّره الله ما بين أن يرضى بجنّة النعيم ولا يهتم بحزن ربّه وتحسّره على عباده أو يفتديهم بنفسه فإنّكم سوف تجدوه يُلقي بنفسه في نار جهنم ولا يبالي لو يكون في ذلك ذهاب حزن الله وتحسّره على عباده فيرضى.

    ويوجد في أنصار ناصر محمد اليماني من سوف يفعل ذلك ولا يبالي، وأعلم بأحدهم غير أنّي لا أحصر هذا عليه؛ بل ويوجد في أنصاري من هم على شاكلته؛ أولئك تعجّب منهم ملائكة الرحمن المقرّبون.

    [ومنهم امرأة رضي الله عنها وبقي رضوانها على ربّها كون الله وعد أن يُرضي عباده المخلصين بما يشاءون، تصديقاً لقول الله تعالى: {{رَّ‌ضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَ‌ضُوا عَنْهُ}} صدق الله العظيم [التوبة:100]. ومن ثُمّ رضي الله عنها وبقي تحقيق رضوانها عن ربّها فأراد أن يُدخلها جنّة النعيم لترضى، وأمر ملائكته أن يسوقوها إلى جنة النعيم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا ربّهم إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرً‌ا} صدق الله العظيم [الزمر:73].

    ولكنّها أبت أن يسوقوها إلى جنّة النعيم فكادت أن تُضارِبّهم وقالت: "دعونـــي". فجثت على رُكبتيها باكيةً بكاءً شديداً، ثُمّ ناداها الله سبحانه من وراء الحجاب فقال لها: "يا عابدة لربك قد رضي الله عنك وكان حقاً على ربّك أن يُرضيك فتمنّي على ربّك، فقالت: وهل يرضى الحبيب ما لم يعلم أنّ من أحبّ راضٍ في نفسه وسعيد وليس متحسّر ولا حزين؟ وإنّك لتعلمُ ما أُريد يا غفور يا ودود. ثُمّ رد الله عليها وقال: أفلا ترضي بأعلى درجةٍ في جنات النعيم؟ فقالت: ما لهذا عبدتُك ربّي، بل أُريد النعيم الأعظم منها وأنت على ذلك من الشاهدين. ومن ثُمّ ردّ عليها رب العالمين وقال: فبعزّتي وجلالي وعظيم ملكي وسلطاني لن ترضي بملكوت ربّك ومثله معه حتى يرضى
    ].
    ــــــــــــــــــ
    انتهى.

    ألا والله الذي لا إلهَ غيره ولا معبودَ سواه إنَّ هذه المرأة من أنصار المهدي المنتظر فمن هي يا ترى؟ الله أعلم! ولستُ مُتيقّناً من هي بالضبط فالله أعلم، وكذلك يوجد من هي على شاكلتها من نصيرات الإمام المهدي ولكنّ الخبر جاء أنّ من أنصاري أَمَة عابدة لرضوان ربّها دون ذكر الاسم.

    وأمّا بالنسبة لمُحبّة المسيح عيسى ابن مريم فأرجو من الله أن يُطَهّر قلبَها تطهيراً فتأخذها الغيرةُ على الربّ الودود المعبود فتنافس في حُبِّه وقربِه بدل الغيرة على المسيح عيسى ابن مريم والمبالغة في حبه.

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    اهم الصفات بان لا يرضى بغير رضوان نفس الرحمن . ويتصف بصفات المحبوب الاوحد .
    هذا ما فهمته من بينات الامام الحبيب

  8. افتراضي اقتباس بيان من بيانات الإمام المهدي ( ناصر محمد اليمانيّ ) بِصَوْتِ أحد الأنصار )


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_9060.jpg 
مشاهدات:	29 
الحجم:	10.5 كيلوبايت 
الهوية:	8243


    الإقتباس…


    https://youtu.be/mEgxojIagRE?si=QpsaPoajyhVB_vir


    قال الله تعالى:{

    يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ (٤٠) }صدق الله العظيم…

    البقرة [40-40]



    =1


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_9057.jpg 
مشاهدات:	29 
الحجم:	7.8 كيلوبايت 
الهوية:	8244
    قال الله تعالى:

    { ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) }
    صدق الله العظيم…

المواضيع المتشابهه
  1. [ سؤال ] إرادة الله "القدر" _وحريه الإختيار للعبد
    بواسطة Mohamedmoaz223 في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-04-2023, 03:52 PM
  2. ماهي احب الادعيه للعبد
    بواسطة يحيي محمد صالح الشجني في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 30-05-2022, 02:05 PM
  3. سؤال: فهل للعبدِ الخيرة في اختيارِ خليفة الله من دونه؟
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-04-2014, 06:11 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •